ترامب وغزة- تشتيت الانتباه أم فرصة استثمار عقاري كارثية؟
المؤلف: حسين شبكشي10.12.2025

لا يزال العالم بأسره يعيش تحت وطأة الصدمة إثر التصريح الجريء الذي أدلى به الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن رغبته الجامحة في الاستحواذ على قطاع غزة وإعادة تطويره معمارياً بشكل جذري، وذلك بعد إجلاء سكانه الأصليين إلى بلدان أخرى. وبرر ترامب رؤيته بأن القطاع في وضعه الراهن غير صالح للحياة، وأن الهدف هو تحويله إلى منطقة تضاهي في جمالها وشهرتها شواطئ الريفيرا الفرنسية الساحرة على البحر الأبيض المتوسط. هذا التصريح، بكل ما يحمله من غرابة، يعد سابقة فريدة من نوعها من حيث الشكل والمضمون والأسس القانونية التي يستند إليها.
لم يكن مستغرباً أن تتسم ردود الأفعال على هذا التصريح المثير للجدل بالرفض القاطع والاستنكار الشديد، مصحوبة بأوصاف تتهم صاحبه بالخروج عن المألوف والابتعاد عن الواقعية. ولكن، هل هذه هي الصورة الكاملة؟ وهل يمكن تبسيط الأمر إلى هذا الحد؟
من الضروري أن نتذكر أن ترامب هو رجل أعمال محنك، خاض غمار التجارة والأعمال لسنوات طويلة، وحقق نجاحات باهرة في مشاريعه المختلفة، وإن كانت بعض هذه النجاحات قد تحققت بطرق تثير الجدل والتساؤلات. كما أن تفكيره المبتكر وغير التقليدي قاده إلى الفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لولايتين متتاليتين، على الرغم من مواجهته لحملات معارضة شرسة لم تدخر جهداً في محاولة لإفشاله. بناءً على ذلك، من الصعب وصف ترامب بالغباء أو السذاجة. فما الذي يدفعه إذاً إلى الإدلاء بمثل هذا التصريح؟ يبدو أنه يتبع سياسة معروفة، وهي سياسة تغيير مسار الحديث وتحويل الأنظار.
إنه يخلق عاصفة إعلامية مدوية من خلال تصريحاته "القنبلة"، التي تتناول موضوعاً غير واقعي أو قائماً على افتراضات خاطئة، مثل إخراج سكان غزة وإعادة بناء القطاع. والهدف الأساسي من وراء ذلك هو صرف الانتباه عن قضايا أخرى أكثر إلحاحاً وأهمية.
إن الإصرار على الحديث عن تهجير سكان غزة، على الرغم من استحالة تحقيق ذلك على أرض الواقع، يهدف إلى جعل الناس يعتادون على الفكرة تدريجياً، وتحويلها إلى موضوع للنقاش وتبادل الآراء بدلاً من رفضها بشكل قاطع منذ البداية.
يهدف ترامب إلى تغيير الموضوع وتوجيه الأنظار بعيداً عن المجازر الإسرائيلية المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعن انتهاكات حقوق الإنسان، وعن المحاكم الدولية التي تنظر في جرائم الحرب، وعن القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. يريد أن يحول النقاش إلى موضوع آخر تماماً، وهو: إلى أين سيذهب الفلسطينيون المهجرون؟ وكأنه يريد بذلك تهيئة الأجواء للاعتراف بتهجيرهم كأمر واقع وحتمي لا مفر منه.
يسعى ترامب أيضاً إلى تحويل الدول المستهدفة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى موقع الدفاع عن نفسها، وإدخالها بالقوة في موقف المتفاوض بدلاً من التذكير بأن هذه الدول قد رفضت الفكرة من الأساس، وهو ما نشاهده بوضوح في تعامل ترامب مع مصر والأردن.
قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، أمضى دونالد ترامب حياته المهنية في مجال واحد، وهو تحقيق أقصى قدر ممكن من المكاسب المالية من أي قطعة أرض تقع تحت سيطرته، وتحويلها من مجرد أرض خالية إلى مركز جذب للسكن والتجارة والترفيه والسياحة. هكذا عاش، وهكذا بنى ثروته الطائلة، وهكذا وسع نطاق شهرته ونفوذه. إنه لا يعرف طريقة أخرى للعمل، ولا يتبع أسلوباً غير هذا.
وبالتالي، هو يريد اليوم أن يحول الكارثة التي حلت بقطاع غزة إلى فرصة استثمارية عقارية ذهبية، وأن يعطي بعداً عقارياً واضحاً وملموساً لمبدأ "الأرض مقابل السلام". ولكن، تفريغ غزة من سكانها الأصليين بحجة بنائها وإعادة إعمارها هو بمثابة تهجير قسري يتنافى مع جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية. هذا الحل لن يحل المشكلة، بل سينقلها إلى مرحلة أكثر قسوة وظلماً.
لقد أثار تصريح ترامب عاصفة هوجاء وفتح الباب أمام احتمالات مرعبة. أقل ما يمكن قوله عن هذه المسائل هو أنها تثير القلق العميق بشأن النوايا الحقيقية الكامنة وراء إطلاق مثل هذا التصريح المثير للجدل.
لم يكن مستغرباً أن تتسم ردود الأفعال على هذا التصريح المثير للجدل بالرفض القاطع والاستنكار الشديد، مصحوبة بأوصاف تتهم صاحبه بالخروج عن المألوف والابتعاد عن الواقعية. ولكن، هل هذه هي الصورة الكاملة؟ وهل يمكن تبسيط الأمر إلى هذا الحد؟
من الضروري أن نتذكر أن ترامب هو رجل أعمال محنك، خاض غمار التجارة والأعمال لسنوات طويلة، وحقق نجاحات باهرة في مشاريعه المختلفة، وإن كانت بعض هذه النجاحات قد تحققت بطرق تثير الجدل والتساؤلات. كما أن تفكيره المبتكر وغير التقليدي قاده إلى الفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لولايتين متتاليتين، على الرغم من مواجهته لحملات معارضة شرسة لم تدخر جهداً في محاولة لإفشاله. بناءً على ذلك، من الصعب وصف ترامب بالغباء أو السذاجة. فما الذي يدفعه إذاً إلى الإدلاء بمثل هذا التصريح؟ يبدو أنه يتبع سياسة معروفة، وهي سياسة تغيير مسار الحديث وتحويل الأنظار.
إنه يخلق عاصفة إعلامية مدوية من خلال تصريحاته "القنبلة"، التي تتناول موضوعاً غير واقعي أو قائماً على افتراضات خاطئة، مثل إخراج سكان غزة وإعادة بناء القطاع. والهدف الأساسي من وراء ذلك هو صرف الانتباه عن قضايا أخرى أكثر إلحاحاً وأهمية.
إن الإصرار على الحديث عن تهجير سكان غزة، على الرغم من استحالة تحقيق ذلك على أرض الواقع، يهدف إلى جعل الناس يعتادون على الفكرة تدريجياً، وتحويلها إلى موضوع للنقاش وتبادل الآراء بدلاً من رفضها بشكل قاطع منذ البداية.
يهدف ترامب إلى تغيير الموضوع وتوجيه الأنظار بعيداً عن المجازر الإسرائيلية المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعن انتهاكات حقوق الإنسان، وعن المحاكم الدولية التي تنظر في جرائم الحرب، وعن القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. يريد أن يحول النقاش إلى موضوع آخر تماماً، وهو: إلى أين سيذهب الفلسطينيون المهجرون؟ وكأنه يريد بذلك تهيئة الأجواء للاعتراف بتهجيرهم كأمر واقع وحتمي لا مفر منه.
يسعى ترامب أيضاً إلى تحويل الدول المستهدفة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى موقع الدفاع عن نفسها، وإدخالها بالقوة في موقف المتفاوض بدلاً من التذكير بأن هذه الدول قد رفضت الفكرة من الأساس، وهو ما نشاهده بوضوح في تعامل ترامب مع مصر والأردن.
قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، أمضى دونالد ترامب حياته المهنية في مجال واحد، وهو تحقيق أقصى قدر ممكن من المكاسب المالية من أي قطعة أرض تقع تحت سيطرته، وتحويلها من مجرد أرض خالية إلى مركز جذب للسكن والتجارة والترفيه والسياحة. هكذا عاش، وهكذا بنى ثروته الطائلة، وهكذا وسع نطاق شهرته ونفوذه. إنه لا يعرف طريقة أخرى للعمل، ولا يتبع أسلوباً غير هذا.
وبالتالي، هو يريد اليوم أن يحول الكارثة التي حلت بقطاع غزة إلى فرصة استثمارية عقارية ذهبية، وأن يعطي بعداً عقارياً واضحاً وملموساً لمبدأ "الأرض مقابل السلام". ولكن، تفريغ غزة من سكانها الأصليين بحجة بنائها وإعادة إعمارها هو بمثابة تهجير قسري يتنافى مع جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية. هذا الحل لن يحل المشكلة، بل سينقلها إلى مرحلة أكثر قسوة وظلماً.
لقد أثار تصريح ترامب عاصفة هوجاء وفتح الباب أمام احتمالات مرعبة. أقل ما يمكن قوله عن هذه المسائل هو أنها تثير القلق العميق بشأن النوايا الحقيقية الكامنة وراء إطلاق مثل هذا التصريح المثير للجدل.